دير مار يعقوب الحصن - بشتودار

تقع بلدة بشتودار في أعالي قضاء البترون على ارتفاع حوالي 950 م. وتبعد عن العاصمة مسافة 75 كلم و20 كلم عن مركز القضاء.

يَذكُر أَنِيس فرَيحَة في كِتابِهِ "مُعْجَم أَسْماءِ المدن وَالقُرى اللُّبْنانِيّة" أَنَّ أَصْلَ اسْمِها يشتقّ من

bet ishtadar أو Bishtadar أي بيت المرسل...

من أهم معالمها، دير مار يعقوب الحصن الكائن في أعالي البلدة، والّذي يقع تحت قلعة الحصن في بشعلي من جهة الشّمال، ويُطلُّ على بلدة دوما ونهر الجور. ثبّتته الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة ديرًا شرعيًّا في العام 1842، وكان قد بني على أنقاض دير قديم. في العام 1850 ألحقت الرّهبنة بالدّير مزارع وأرزاق، وبنت له كنيسة صغيرة مسقوفة بالخشب، وغرف لسكن الرّهبان، وأقبية للمواشي.. وبقي هكذا حتّى العام 1859، حين أنشئت مدرسة للرّهبان من أجل اكتساب العلوم. وفي العام 1929 تجدّد بناء الدّير.

كان هذا الدّير موضع نزاعٍ بين بلدات دوما، وبشعلي وبشتودار، وموضوع تنازع بين طائفتيّ الرّوم والموارنة، إلى أن حُسم الإشكال وأُلحقَ عقاريًّا  بنطاق بلدة بشتودار، وظلّت ملكيّته تابعة للرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة.

وتدلُّ إحدى الوثائق المحفوظة في أرشيف الدّير أنَّ الأب شربل مخلوف ( القدِّيس شربل) كان في عداد جمهوره سنة 1859.  

بالعودة لمار يعقوب النّصيبيّ، فقد وُلد  في مدينة نصيبين في أقصى بلاد الرّافدين، ونشأ فيها واختار منذ صباه الحياة الرّهبانيّة. وعندما ما شاعت فضائله، إختير أسقفًا على مدينة نصيبين حوالي سنة 308 م.، حيث أنشأ فيها ديرًا، كان بمثابة جامعة، تُعَلَّمُ فيها العلوم الفلسفيّة واللّاهوتيّة والطّبّيّة والرّياضيّات وغيرها من العلوم الإنسانيّة، باللّغتينِ السّريانية واليونانيّة، ومن بين تلامذة مار يعقوب كان مار أفرام السّريانيّ. فتعمّد على يده ورسم شمّاسًا. دُفِنَ مار يعقوب في ذلك الدّير، الّذي ما لبث أن أضحى ديرًا أثريًّا ومحجًّا للمؤمنين السّريان والسّيّاح. تجدر الإشارة إلى أنّ الدّير عائد للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة.

 

Location: https://goo.gl/maps/dD9nE1Jw56YmoeXx5