يُعدُّ حجر الحبلى في مدينة بعلبك من أبرز الشواهد الأثرية على القدرات التقنية والمعمارية للحضارات القديمة، لا سيما في العصر الروماني.
هذا الحجر موجود في الجهة الجنوبية الشرقية من معبد جوبيتر، خارج أسوار الموقع الأثري مباشرة،
على بُعد نحو 20 متراً من الطريق الرئيسي، مقابل مسجد السيّدة زينب، وتحديداً في الموقع المعروف بـ "تلة الشيخ عبد الله" داخل مقلع حجري كان يُستخدم لتأمين مواد البناء للمعابد الضخمة في المدينة قبالة السيّدة زينب.
مواصفاته التقنية:
الطول : حوالي 21 متر
العرض : حوالي 4.5 متر
الارتفاع: حوالي 4.2 متر
الحجم: 397 متر مكعب
الوزن التقديري: حوالي 1000 طن
قياساته تجعل منه واحدًا من أضخم الأحجار المنحوتة المعروفة في تاريخ البشرية.
وفي عام 2014، أُجريت حفريات أثرية في الموقع نفسه من قبل طلاب من الجامعة اللبنانية تحت إشراف د. جانين عبد المسيح من الجامعة اللبنانية والمديرية العامة للآثار في لبنان وبمساعدة بعثة ألمانية بإشراف Dr Margaret van Ess (DAI) ، وقد أدّت إلى اكتشاف حجرين إضافيين ملاصقين لـ"حجر الحبلى"، أحدهما أكبر حجماً ووزناً، إذ يُقدَّر وزنه بـ 1650 طنًا تقريبًا. هذا الاكتشاف يغيّر النظرة إلى مقلع بعلبك بوصفه موقعاً صناعياً هندسياً متطوراً يفوق التصورات التقليدية عن التقنيات الرومانية.
إن حجم هذه الكتل الحجرية يطرح إشكاليات علمية تتعلق بوسائل النحت، والرفع، والنقل في العصور القديمة. فعلى الرغم من أن مدينة بعلبك شهدت ذروة نشاطها المعماري في القرن الأول الميلادي خلال العهد الروماني، فإن المعايير المعمارية المعروفة لا تُفسّر بشكل كافٍ كيفية التعامل مع كتل بهذا الحجم، لا سيّما في ظل غياب الروافع الضخمة أو الآلات الرافعة المتقدمة.
تشير بعض النظريات إلى أن هذه الحجارة كانت جزءًا من مرحلة تحضيرية لبناء البوديوم podium (الأساس الحجري الضخم) لمعبد جوبيتر، حيث استُخدمت حجارة مشابهة ضخمة، تُعرف بـ "التريليتون"، في الأساسات. ولكن يظل عدم نقل "حجر الحبلى" وعدم دمجه في الهيكل المعماري لغزًا مفتوحًا.
إختلفت الروايات حول سبب تسميته بـ"حجر الحبلى"، بحسب ما هو مطبوع في الذاكرة الشعبية، وقد ارتبطت هذه التسمية بروايات شفوية وأساطير محلية منها إن امرأة حبلى كانت تمر بالقرب من الحجر، فتوقفت لتستريح عليه، ومن هنا جاءت التسمية.
ورواية أخرى تقول إن للحجر قُوّة رمزية تمنح النساء القدرة على الحمل ، فبمجرّد لمسه أو زيارة موقعه يُعتقد إنها تُرزق بالأطفال، وهذا ما جعل الموقع مقصدًا للنساء اللواتي يُعانين من تأخر الحمل.
وهناك من يرى أن التسمية جاءت من شكل الحجر الذي قد يُشبه بطن امرأة حامل.
يقال كذلك بأنّ تسمية la pierre de l'enceinte في اللغة العربية قد لا تعني "حجر الحبلى" كما هو شائع، بل قد تكون مرتبطة بالسور الخارجي لمعبد جوبيتر، حيث نجد ثلاثة من حجارته تُعرَف ب trilithon مشابهة لحجر الحبلى ؛ كما أنّ كلمة "سور" ترجمتها بالفرنسية mur d'enceinte.
يبقى السؤال الأكبر الذي يُحيّر الباحثين، كيف تمكن الرومان أو الحضارات السابقة من قطع ونحت حجر بهذه الضخامة وبدقة متناهية من دون التكنولوجيا الحديثة؟ لا توجد حتى اليوم إجابة نهائية، ما يدفع بعض النظريات للذهاب بعيدًا نحو:
إمكانيات تقنية مفقودة
أدوات مجهولة
أو حتى مساعدة "قوى خارقة" في خيال البعض...
ترجمات حجر الحبلى:
بالفرنسية: Pierre de la Femme Enceinte
بالإنجليزيةStone of the Pregnant Woman :
بالألمانيةStein der schwangeren Frau :
بالإسبانية Piedra de la Mujer Embarazada :
بالإيطالية Pietra della Donna Incinta :
:Locationhttps://maps.app.goo.gl/49ixxSUJPmrKRC1o7