حمّام الجديد - صيدا

يقع الحمّام الجديد داخل أسواق مدينة صيدا القديمة، في الحيّ الذي يحمل اسمه بين حيَّي مار نقولا وحارة اليهود في قلب المدينة القديمة، وتحديدًا عند الطرف الشمالي للمدينة القديمة، بين متحف عودة للصابون  وقصر دبّانة. يقود مدخله الخارجي الصغير إلى قاعة واسعة. ويُعدّ هذا الحمّام أكبر وأهم الحمّامات العثمانية في مدينة صيدا، من بين الحمّامات السبعة التي شيّدت في أوائل القرن الثامن وثاني أكبر حمّام في لبنان، وهو يُعرف بالجديد لأنه أحدث حمّام تأسّس في صيدا في تلك الفترة. توجد لوحة نُقشت عليها أبيات شعرية، يُذكر فيها اسم مصطفى حمّود الذي موّل وبنى الحمّام، إضافةً إلى سنة بنائه عام 1133هجري، الموافق عام 1720.

ويُذكر أن مصطفى حمّود كان من أبرز وجهاء صيدا، وهو من أصول مغربية...

 يتألّف الحمّام من قاعة كبيرة تتوسّطها نافورة ماء، بالإضافة إلى عشر غرف مخصّصة للاستحمام، ويُدخل إليها عبر باب صغير في القاعة الكبيرة كُتب فوقه: "مدخل الحمّام الجديد". يمتاز الحمّام بزخرفته الفريدة، وقد زُيّنت كلّ غرفة بأرضيّة رخامية وصخرية مُميّزة، وتتّصل الغرف بعضها ببعض عبر ممرّات ضيّقة وغرف انتظار. وجميع الغرف مسقوفة بقباب مُرصَّعة بالزجاج الملوّن تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى الداخل. تتجلّى ملامح الطراز العثماني في جميع التفاصيل، من القباب إلى النوافذ الصغيرة المزيّنة بالزجاج الملوّن... أُقفل الحمّام في أربعينيات القرن الماضي ولمدّة طويلة. ثم استخدم لفترة معملًا للنجارة ومستودعًا للتخزين، وبقي كذلك حتى الحرب الأهلية اللبنانية، حين لحقت به بعض الأضرار. وخلال الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، تعرّضت الأسقف المُقبّبة للقصف والدمار...

 

وكان قد اكتشف المهندس الصيداوي سعيد باشو مبنى الحمّام قبل سنوات، فبادر إلى شرائه لإنقاذه من الإهمال، على غرار ما أصاب معظم الحمّامات القديمة. فسعى إلى تحويله إلى موقع أثري وثقافي وسياحي يحتضن معارض فنية محلية وعالمية، وحفلات موسيقية وورش عمل تربوية وسياحية، وذلك تحت إشراف مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي  التي يرأسها. وفي شهر أيار 2019، أعادت مؤسسة شرقي للتنمية والابتكار الثقافي افتتاحه بعد ترميمه، ليصبح موقعًا أثريًا وثقافيًا يحتضن نشاطات فنّية عدّة، ومنها معرضًا للوحات الفنان البريطاني توم يونغ Tom Young Art  يستحضر بها الحمّام وهندسته ومدينة صيدا وناسها والأسواق القديمة والقلعة البحرية ونهر الأوّلي ودمار العدوان...