كنيسة مار تاودوروس -  بحديدات

  بحديدات قريةٌ من القرى الصّغيرة الاستثنائيّة المنتشرة في جبل لبنان. من النّاحية الجغرافيَّة هي مركز اصطياف وإشتاء للعائلات والأقارب، وكانت قديمًا مركز مطرانيّة، لفترة وجيزة، على عهد البطريرك بشارة الرّاعي، عندما كان مطرانًا لأبرشيّة جبيل المارونيّة. في تلك القرية الكثير من الأجران والمعاصر القديمة الّتي تعكس صورتها التّراثيّة، وهي ذات ثرواتٍ تاريخيّة ثمينة تشهد على أنّ القرون الماضية كانت ذات قيمة حضاريّة، ما يزيد من غنى لبنان التّراثيّ بين الدّول الغنيَّة بتراثها الأثريّ والفنّيّ

 

يقول الدّكتور أنيس فريحة، في كتابه "معجم أسماء المدن والقرى اللّبنانيّة"، إستنادًا إلى الرّحَّالة إرنست رينان في كتابه "رحلة إلى فينيقيا"، إن اسم بحديدات، آتٍ من "حديدات" وهو اسم آلهة سوريّة فينيقيّة، فيكون بذلك معنى اسمها "هيكل حديدات" على أساس ان الباء مقطوعة من "بت" أي "بيت". ويضيف فريحة اقتراحاً حيث يُعتبَر الاسم آتياً من bet Hadtaté اي "محلّة البيوت الجديدة".

 

صحيح إنّها قريةٌ صغيرة، إلّا أنها ذات امتداداتٍ عبر لبنان لأنّها من تلك "القرى الأُمّ" الّتي توزَّعت منها العائلات في نزوحها من الشّمال إلى الجنوب، فكان لها "إبنةُ" في عاليه هي قرية "دفون" المؤلَّفة بمعظمها من أبناء عائلة "أبي عاد" الّتي وفدت إليها من بحديدات كما يشهد على ذلك كتاب المحامي ميشال شبلي عن عمّه المطران بطرس شبلي أبي عاد، إبن قرية دفون. ترتفع عن سطح البحر حوالي 550 متراً، وتبعد عن العاصمة بيروت 47 كيلومتراً، وتقوم فيها كنيسة أثريّة على اسم القدّيس الشّهيد مار تاودوروس الكبير تُحْفَظُ فيها مجموعةٌ مزخرفة من الجداريّات الّتي تصوّر تاريخ الخلاص الّذي يتجلّى بعدَّة محاور بدأت الكنيسة الشّرقيّة برسمها منذ بداية القرن الرّابع ومطلع القرن الخامس، ورُسِمت في مار تاودوروس في القرن الثّالث عشر. تحتلُّ رسوم العهد القديم قوس الحنيَّة لتُتَوَّج بيسوع الملك الضّابط الكلّ وحوله الرّسل. وإلى اليسار، ينتصب الملاك جبرائيل، وإلى يمينه تستقرُّ أيقونة العذراء مريم وهي مُتّشحة بالألوان.

 

 يعود بناء الكنيسة أقلّه للقرن العاشر، وهي ليست الوحيدةَ في القرية بل واحدة من أربع كنائس أثريّة تعود جميعها إلى القرون الوسطى وهي سيّدة البزاز، ومار نقولا (زخيا)،  ومار اسطفانوس الشّهيد. وصف نورديغيان شكلها المعماريّ قائلًا: "يبلغ طولها حوالي 13 متراً وعرضها ثمانية أمتار دون حسبان الرّواق، وهي، بشكلٍ من الأشكال، المثال المحتذى به للكابيلاّت الرّيفيّة الأُحاديّة الجناح. وجناحها مغطّى بقنطرة نصف أسطوانيّة مكسورة تنتهي بمحرابٍ نصف دائريّ مع صدرٍ مستقيم. أمّا الفتحات الصّغيرة الّتي تعلو قوس النّصر والباب الغربيّ فكانت المسارب الوحيدة للتّهوئة.. لأنّ النّافذة الشّماليّة أُضيفت في عهدٍ متأخّر". تضيف الدّكتورة ندى حلو أنّ مشهد التّضرّع في الجدرانيّة موجود في كنيستين بلبنان... أمّا "تالّون موريس" فيقول، في "الحوليّات التّاريخيّة والأثريّة لجامعة القدّيس يوسف"، أنّ كنيسة مار تاودوروس في بحديدات بلبنان هي ذات رسومٍ شهيرة.

 

وعلى بُعد ما يقارب العشرين متراً لجهة الجنوب الشّرقيّ من كنيسة مار تاودوروس توجد كابيلَّتان مُهدَّمتان مُتلاصقتان، رُمِّمتا مؤخّرًا. الكنيسة الغربيّة منهما، وهي على اسم مار نقولا، يمتدُّ أمامها رواق يأوي تحته الباب الغربيّ، وجناحها تُخيّم فوقه قنطرة نصف أسطوانيّة مكسورة كما جاء في الوصف أعلاه.

 

وفي مقالٍ للكاتبة نجاح بومُنصف في مجلّة "الأسبوع العربيّ"، العدد 2187 تاريخ 7 تشرين الأوّل 2013 ذكرت أنّ هذه الكنيسة أُدرجت على لائحة الجَرد العام للمواقع الأثريّة التّاريخيّة منذ العام 1966، وهي تعود إلى القرن الحادي عشر أقلّه، وتحتوي على مجموعة جدرانيّات تعود إلى القرون الوسطى وتُعتبر الأكثر اكتمالًا في لبنان، وتُجسّد الجدرانيّات الّتي زيَّنتها منذ القرن الثّالث عشر، موضوعاتٍ من العهدين القديم والجديد، منطلقةً من وجهة نظر أيقونيّة بحسب التّقليد الفنّيّ العريق الّذي جرى عليه تزيين كنائس الجبل في أيّام الصّليبيّين.

 

تُجسّد الجدرانيّة قصَّة الخلاص المقسومة إلى جزءين: الأوّل يعود إلى العهد القديم حيث على قمة قوس الحنيَّة إلى النّاحية اليمنى منها رسم جداريّ يُجسّد يدَيّ الرّبّ وموسى يتلقّى منهما الوصايا العشر، وإلى النّاحية اليسرى النّبيّ ابراهيم يستعدّ لتقديم ابنه الوحيد ذبيحةً للربّ، وما بين الاثنين رسمٌ للعمّانوئيل وجنبه النّيران العظيمان القمر والشّمس. والثّاني يعود إلى العهد الجديد يمثّل بِشارة السّيّدة العذراء، يليه رسم للنّبيّ دانيال الّذي رأى المسيح قبل مجيئه إلى العالم، وفي النّاحية المقابلة يبدو ماراسطفان الّذي يُعتبر الشّهيد الأوّل في المسيحيّة وأوّل شمّاسٍ إنجيليّ عاصرالمسيح وشهد مجيئه متجسّدًا. على الحائط الشّماليّ ترتسم صورة مار تاودروس شفيع الكنيسة، فيما ترتسم على الحائط الجنوبيّ صورة القدّيس جاورجيوس يقتل التّنّين.

 

وفي الوسط، من واجهة القوس المقدَّس، ترتفع لوحة المسيح الدّيّان وهو محاطٌ برموز للإنجيليّين الأربعة والعذراء مريم ومار يوحنّا المعمدان والملائكة.

وعلى هذه الواجهة نفسها، واجهة القوس المقدَّس، تُطالعنا لوحة جداريّة تُمثّل بعضًا من الرسل الإثنَي عشر والإنجيليّين الاربعة واقفين، ومن أصلهم أربعة يحملون بأيديهم اليسرى كتبًا مختومة بالصّليب. فبعض من الأسماء لا يزال مقروءاً وهو باللّغة السّريانيّة، مِمّا يتيح تبيان هويّة العدد الأكبر منهم. في الوسط يقف كلٌّ من مار بولس وبطرس وعلى يمين هذا الأخير، يقف مرقس ثم يوحنّا يحملان الإنجيل، يليهما أندراوس وإثنان من الرّسل ثانيهما القدّيس توما، أمّا إلى اليسار فنجد، انطلاقاً من مكان بطرس، القدّيسَين لوقا ومتّى يحملان الإنجيل، ويليهما القدّيسان يعقوب وفيليبُّس.

 

وللدّكتور كريستيان الخوري كلام عن هذه الكنيسة في كتابه "العذراء مريم في لبنان" إنّ كنيسة مار تاودروس تبدو من الخارج كنيسةً عاديَّة ذات هيكلٍ مكعَّب، وأمامها رواق معقود تتميَّز به الكنائس المارونيّة القديمة، ولكن في داخلها جداريّات قيّمة معبّرة على الصّعيدَين الفنّيّ والأثريّ.

 

ويتابع قائلاً إنّها ذات حنيَّةٍ مكوَّرة مكسوَّة بالرّسوم، وعلى مذبحها كتابات لاتينيّة أشار إليها إرنست رينان، مضيفاً أنّ رسومها قد تكون متَّصلةً بالفنّ السّريانيّ المقدَّس القديم. وهذا ما ذهب إليه أيضًا تقريرالخبير شارل دييهل الّذي رفعه إلى الأكاديميّة الفرنسيّة في باريس عام 1927، والّذي أشار اليه الأب يوحنّا صادر موافقًا على ما جاء فيه من أنّ هذه الجداريّات تعود في أصولها إلى الفنّ السّريانيّ. ولكن، خلافاً لما ورد بالنّسبة إلى الكتابات اللّاتينيّة المحفورة على قاعدة المذبح، فان هذه الكتابات، بالتّأكيد، هي بالأحرف اليونانيّة وتذكّر بما معناه "الإيمان عطيّة الله". أمّا تكويرة الحنيَّة فتبدو كأنّها المدخل الرّئيس للرّسومات إذ تتناول موضوع التّجسّد في قسمَيه العهد القديم والعهد الجديد.

 

فالعهد القديم ممثَّل بالرّسوم الّتي تشغل الجزءَ الأعلى من الحنيَّة، حيث يظهر ابراهيم كهلاً يحمل سكّيناً مستعدًّا للتّضحية بابنه إسحق الواقف أمامه.

أمّا العهد الجديد فيمثَّله مشهد البشارة الّذي يظهر على جهتَي الحنيَّة:

فإلى الشّمال يبدو رئيس الملائكة جبرائيل على صورة شابٍ تحيط برأسه هالة ملوكيّة، وفي يده اليمنى عصاً وهو يلقي السّلام على العذراء مريم.

بينما إلى اليمين تظهر العذراء جالسةً على عرشٍ في وضع جانبيّ، وعلى وجهها علامات الدّهشة نتيجة ظهور الملاك عليها، تدير وجهها شمالًا نحو رئيس الملائكة فاتحةً يدَيها ورافعةً يدها اليمنى نحو الملاك وكأنها تؤكّدُ على تلقّيها البشارة.

 

وتُبرز الحنيَّة موضوع البشارة بأبهى مظاهره وذلك ضمن إطارٍ أخضر داكن، وفي الوسط تشغل صورة المسيح كلَّ العلوّ، وهو يرتدي المسيح لباساً أحمر فاخراً وتحيط برأسه هالة، وإلى يساره العذراء ويوحنّا المعمدان إلى اليمين.

 

وقد ألحقت بعض العوامل الطّبيعيّة كالرّطوبة بهذه الرسوم ضررًا، فنكاد مثلًا لا نرى من يد المخلّص اليمنى المرفوعة لإعطاء البركة الإلهية سوى بعض الخطوط.

وعند جِذع الحنيَّة تلوح صورة إثنَي عشر شخصاً يمثّلون الرّسل، وقد رُسموا بشكلٍ مواجهٍ للناظر في داخل قنطرة ترتكز على أعمدة ذات تيجانٍ كورنثيّة، واسم كلّ رسولٍ مكتوب بالسّريانيّة بجانب رأسه المحاط بهالة، ويظهر هؤلاء من اليسار إلى اليمين بحسب التّرتيب التّالي:

 

  • الرّسول توما: شابّ في مقتبل العمر، ذو شَعرٍ قصيرٍ أسود، ويحمل بيده اليسرى رِقّاً مطويّاً.
  • الرّسول أندراوس: ذو لحيةٍ وشَعرٍ أَشْيَب وتظهر عليه علامات التقدُّم في السنّ، وهو يحمل بيده اليسرى رِقّاً مطويّاً.
  • الإنجيليّ يوحنّا: شابٌّ غير مُلْتَحٍ.. يحمل بيده اليسرى إنجيلاً.
  • الإنجيليّ مرقس: وهو في ريعان الشّباب، وذو لحية سوداء قصيرة وفي يده اليسرى إنجيل.
  • الرّسول بطرس: كهلٌ مستدير الوجه.. ويحمل بيده رِقّاً مطويّاً.
  • الرّسول بولس: وهو في ريعان شبابه، أصلع الرّأس، والإنجيل في يده اليسرى.
  • الإنجيليّ لوقا: وهو بعمر بولس، ذو وجهٍ مستدير، وتغطّي رأسه قلنسوة، وبيده اليسرى يحمل إنجيلاً.
  • الإنجيليّ متّى: كهل أشعث الشَّعر، يحمل إنجيلاً مرصَّعاً بالحجارة الثّمينة.
  • الرّسول سمعان: رجل متقدّم في السنّ، يرتدي ثوباً أحمر اللّون ويحمل رِقّاً مطويّاً.
  • الرّسول يعقوب: كهل ذو لحيةٍ أتلفتها الرّطوبة ويحمل رِقّاً مطويّاً.
  • الرّسول فيليبُّس: شاب شبيه بيوحنّا، حليق الشَّعر ويحمل رِقّاً مطويّاً.

هذا وقد رُسم إلى يمين القنطرة أول شهداء المسيحية: مار اسطفان. أمّا إلى جهتها اليسرى فيظهر رسم النّبيّ دانيال. وعلى جناحَيّ الكنيسة يرتسم القدّيسان الفارسان: مار تادروس ببزَّة جنديّ ٍ رومانيّ.. ومار جرجس.

 

ونظراً لأهمّيّة هذه الكنيسة من النّاحية الفنّيّة والأثريّة والتّاريخيّة تداعت جمعيّات ومؤسّسات تُعنى بهذا الحقل إلى إقامة ورشة ترميمٍ لها امتدَّت من العام 2009 إلى العام 2012.. بحيث تمَّ ترميم مجموعة الرّسوم الجداريّة الّتي تكسو جدران الكنيسة وحنيَّتها. وهذه الجداريّات، من وجهة نظرٍ أيقونيّة، تشهد على التّقليد العريق والغنيّ الّذي كان رائجاً في تزيين كنائس الجبل اللّبناني أيّام الصّليبيّين. كما تُبرز هذه الجداريّات الملامح المحلّية ذات الطّابع المبسَّط وليس الطّابع البيزنطيّ الكلاسيكيّ الّذي يظهر في كنائس اخرى، مما يدلُّ على ارتباط مسيحيّي جبل لبنان بمنبع المسيحيّة المشرقيّة.

 

وقد أُدرجت كنيسة مار تادروس هذه على لائحة المواقع الأثريّة الوطنيّة منذ العام 1966، وتُعتبر جداريّاتها الّتي تحدَّثنا عنها الأكثر اكتمالاً في لبنان. كما تعتبرها الباحثة في الرّسوم الجداريّة المسيحيّة في القرون الوسطى الدّكتورة ندى الحلو نموذجاً لفنّ الجدرانيّات في لبنان ببرنامجها الكامل الّذي لا مثيل له في كنائسنا والّذي يُعبّر بصورةٍ تامّة عن موضوع انتصار المسيح وكنيسته.

 

وتتحدّث الاختصاصيّة في التّرميم إيزابيل ضومط سكاف عن عمليّة حفظ هذه الجداريّات الّتي كانت حالتها "تُنذر بالخطر رغم الجهود الّتي بُذلت في سبيل منع النّشّ وتسرُّب المياه من سقف الكنيسة"، مضيفةً أنّ طبقة الرّسم كانت ضعيفةً جدًّا بسبب طفح الأملاح، كما أنّ تفاصيل السّطح يحجبها بالكامل في بعض الأجزاء قناع أبيض من التّكلّس النّاتج عن انسياب المياه لفتراتٍ طويلة على الجدران الدّاخليّة للكنيسة.

 

كذلك، تقول الاختصاصيّة سكاف، إن فساد الطّلاء، والشّمع المستعمَل على مدى أعوام، وأعمال سدّ الفجوات بالإسمنت ساهمت في فقدان الزّخارف إلى حدّ ٍكبير.. وأدَّت إلى تعتيمها إلى درجةٍ جعلتها غير مرئيّة في بعض الأماكن منها.

وتتابع قائلةً إنّ أعمال التّرميم شملت التّنظيف اليدويّ والكيميائيّ ومعالجة الطّبقات الكلسيّة، وكذلك أُعيدَ العمل على منع نشّ المياه بالكامل من السّطح، إضافةً إلى سدّ الواجهة كلّها بالطّين للحدّ من تسرُّب المياه وضمان حماية الجداريّات على المدى الطّويل. كما تمَّت معالجة ستّين متراً مربَّعاً من الرّسوم الّتي تكسو الحنيَّة واللّوحات الموجودة على الجدران الجانبيّة للكنيسة. كذلك تمَّ إجراء دراسة مفصَّلة توثيقيّة بيانيّة وتصويريّة على الرّسوم تشكّل قاعدةً لبياناتٍ ثمينة للبحوث الّتي ستجري في المستقبل. وإلى جانب ذلك أُجرِيَتْ تحاليل على خليط الرّمل والكلس والمواد الملوَّنة بغية الحصول على معلوماتٍ إضافيّة عن التّقنيّات القديمة الّتي كان يستعملها الرّسّامون المحلّيون في العصور الوسطى، ونتيجة هذه التّحاليل يمكن استخدامها في المستقبل كمرجعٍ لدراساتٍ تتناول جداريّاتٍ أخرى تعود إلى الحقبة نفسها وموجودة في كنائس لبنان وسوريا.

 

وتمويل مشروع التّرميم للحفاظ على هذا التّراث الفريد جرى لدى بدء عمليّة الحفاظ عليه في تشرين الأوّل من العام 2009.. الّتي قام بها فريق مشترك ايطالي- لبناني يضمّ ثلاثة مُرمّمين إيطاليّين وأربعة مُرمّمين لبنانيّين بينهم مديرة المشروع إيزابيل ضومط سكاف، وذلك بإشراف المديريّة العامّة للآثار وبالاتّفاق مع أبرشيّة جبيل المارونيّة. وقد بلغت تكاليف المشروع 220 ألف دولار وقامت بهذا التّمويل "مؤسّسة أناستاسيوس جورج ليفنتيس" في قبرص، و"صندوق السّفراء للحفاظ على التّراث الثّقافيّ" التّابع للولايات المتّحدة، و"مؤسّسة فيليب جبر"، وكارول وأنطوان القارح، وأليس وروجيه ادّه، بالإضافة إلى شركة "كونسرفاسيون ش.م.ل." الّتي تولَّت أيضاً إدارة هذا المشروع. كذلك شارك فيه "المركز الدّولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثّقافيّة" في إطار برنامج "آثار" الّذي يهدف إلى الحفاظ على التّراث الثّقافيّ في المنطقة العربيّة وتحسينه.  

 

 

  

 

Location: https://goo.gl/maps/45e4oebdrjG93cMF6

 Video https://youtu.be/03PIu92wNrk